خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

"فتبينوا"

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
بلال حسن التل
ذات صباح, تلقيت مكالمة هاتفية, من أحد دعاة الرأي والرأي الآخر, وقد استهل الرجل مكالمته بالاعتذار لي,رغم أنه ليس بيننا وبينه سابق معرفة, وبالتالي لم تصدر منه بحقي إساءة تستحق الاعتذار الذي فاجأني به.

أكمل الرجل حديثه فقال: لقد كنت أشيح عيني عن كل مقال يحمل أسمك, لأنني صنفتك على تيار فكري ظننتك من غلاته, حتى حضرت نقاشا حول بعض مقالاتك, رسم لك صورة غير التي رسمتها أنا على الظن, دون أن أعرفك ودون أن أقرأ شيئاً مما تكتب, فقررت متابعة مقالاتك فوجدتك تحمل فكراً غير الذي كنت أظنه عنك, ووجدت بيني وبينك نقاط لقاء كثيرة, خاصة في مقالك المنشور اليوم "يوم إجراء المحادثة الهاتفية" لذلك وجدت أن من واجبي أن اعتذر لك وأتواصل معك.

سرتني تلك المكالمة, لكنها أكدت لي حقيقة مرة طاغية في مجتمعنا, وهي بناء الصورة والموقف وإصدار أحكام مبنية على الظن القائم على السماع, ولا دليل عليها من الواقع, وهي ممارسة تجعلنا نظلم الكثيرين, خاصة من الشخصيات العامة, وممن يتولون مسؤولية عامة, دون أن ندقق بظنوننا, وبدون أن نمحص فيما نسمعه عنهم, ودون ان نسعى إلى تبيُن الحقيقة, وهذه ممارسة فوق أنها تهز الثقة وتزرع البغضاء, فإنها أيضاً مؤشر على ما نعانيه من ضعف, ومن خوف من الحقيقة, ومن البحث عنها, حتى لا تكون خلافاً لما نريده, ولما يخدم هوانا الذي أدمنا الاحتكام إليه.

الخوف من الحقيقة أو الاستسلام للانطباع القائم على الظن, وعلى ثقافة السماع والتلقين, هو الذي يجعل بعض المتحزبين, وبعض من يسمون بالنشطاء, يصمون آذانهم عن مواجهة الأراء الأخرى, بالحوار ويفضلون كيل الاتهامات عن بعد, وأن فُرض عليهم الحوار سارعوا إلى الانسحاب منه, فالأصل عندهم عدم الدخول فيه, وهذا ليس مجرد إحتكام للهوى والظن, الذي هو باب من أبواب الأثم, لكنه أيضاً ضعف وعدم ثقة بالنفس, وعدم امتلاك للحجة.

ما يزيد من خطورة ما تقدم, أن يتصف به مسؤول أو شخصية عامة أو حزبية, أو داعية مجتمع مدني, أو داعية إلى الله, لأن هذه الصفة رذيلة, لذلك نزه الله عنها رسله عليهم السلام, عندما جعل الحوار والإلحاح في طلبه وسيلتهم الرئيسية لدعوة الناس, وجعل حُسن الظن سلاحهم في مواجهة هؤلاء الناس, لأن البديل عنهما هو القطيعة التي تورث الضغينة وتدخل الناس بالشحناء, والمجتمعات بالشك والأمم بالحروب, فهل يعي الكثيرون ممن يعيشون بين ظهرانينا الحكمة الإلهية من قوله تعالى "فتبينوا" والأمر الإلهي " وجادلهم بالتي هي أحسن" فلا يهربون من الحقيقة بممارسة "left" خوفاً منها.

[email protected]
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF